السبت، 1 أكتوبر 2011

عالم الأسرار


تحابا , حلما معا بالمستقبل ,
سافرا بألة الزمن , عبرا البحار , جالا الشطئان ,
رسما طريق مستقبلهم , لونا الايام بالفرح والسعادة ,
إختارا أسماء أطفالهم , عددهم , رسموا لهم مستقبلهم ,
توجا حبهما بالزواج , ليله زفافهم من أجمل الليالى على الأطلاق ,
عاشا معا اطيب الأوقات ,
تقاسما أيامهما سويا المر قبل الحلو ,
غلف الرضا والحب زواجهما ,
مر عامان على زواجهما ,
والى الأن لم يرزقا بمولودهما الذى باتا يخططوا لمستقبله قبل زواجهما
بدأ القلق يتسلل اليهما ,
اخبرها بمنتهى الرقة والنعومة,
اشتاق لطفلى منك , يحمل وجهه ملامحى  ويحمل روحك النقية
ادمعت عينيها , واخبرتة عن حلمها بذلك اليوم الذى حلما به معا ,
قررا الذهاب للطبيب , لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل ,
بالفعل ذهبا وأجريا كل المطلوب , وحدد الطبيب ميعاد لأستلام النتائج ,
وكان الميعاد بعد اسبوع ,
ويالها من مدة طويله , تمر عليهم الدقيقة ساعة ,
والساعة يوم ,واليوم سنة ,
أنتظرا مرور ذلك الاسبوع بفارغ الصبر ,
لم تنقطع صلاتهم , وصلا الليل بالنهار للمناجاه ,
لم يدعوا سوى دعوة واحدة اتفقا عليها ,
يارب أرزقنا بالذرية الصالحة
جاء اليوم المحدد للذهاب للطبيب واستلام نتائج التحاليل والفحوصات الطبية ,
تجمدا لبضع دقائق فى انتظار  دورهما ,
إختبئا من الزمن فى ملكوتهم الخاص ,
تشابكت كفوفهما كطفل يكاد يموت من شدة البرودة ,
حانت لحظة دخولهما , لم تستطع هى الدخول , خرت قواها ,
طبطب على كتفها المتجمد وطمأنها , لا تقلقى يا حبيبتى ,
عطايا الله كلها خير ,
لكنها لم تستطع , طلبت منه ان يدخل بمفردة  ,
 ويأتى سريعا ليخبرها عن النتيجة ,
وبالفعل دخل للطبيب , وجلس امامة كجانى ينتظر سماع الحكم ,
جاءت كلمات الطبيب بما لا يشتهى ان يسمع ,
أخبرة بأن زوجتة عقيم غير قادرة على الأنجاب ,
بكى الزوج وبات يترجى الطبيب
هل من امل ؟ هل من أمل ؟
أرجوك أفعل ما بوسعك , أرجوك , أرجوك ,
ولكن انطلقت سهاما من فم ذلك الطبيب لتتجة لقلب الزوج وتخبرة بأنه من المسحيل عمل أى شىء,
فزوجتة تعانى من عيب خلقى فى رحمها يمنعها تماما من أن تصبح أما فى يوم من الأيام ,
خرج الزوج من عند الطبيب يجر رجليه جرا , قد اصبح كالمشلول لا يقوى على الحركة ,
ولم يكن ذلك نتيجة لما سمعه للتو من الطبيب , ولكن كيف سيخبر زوجتة ؟ وماذا يقول لها ؟
أخفى نتائجها فى مظروف وأظهر نتائجة فقط ,
خرج اليها , أمسك بيديها ,
لم تنطق هى بكلمة واحدة  , تاهت منها الكلمات ,
أخبرها بأنها سليمة لا تعانى من أى سوء , ولكن المشكله عندة هو ,
اخبرها بأنه عقيم لا يستطيع الأنجاب ,
ضمتة باكية فى صدرها , اخبرتة بأنها لا تريد سواه فى هذة الحياة ,
ذهبا لبيتهما , أستئنفا حياتهم معا , كأن شئيا لم يحدث ,
مرت السنون فى هدوء ,
مرض الزوج مرضا شديدا , جلست هى بجوارة ,
باكية , داعية , متضرعة , طالبه له الشفاء من المولى عز وجل ,
ولكن قضاء الله قد نفذ , وذهبت روحه النقية الى بارئها ,
ذهب وهو يحمل معه سر عمره سنين ,
فكم من أسرا ر حفظت , ودفنت مع أصحابها فى التراب ,
وتوارت فى عالم الأسرار ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق