السبت، 8 أكتوبر 2011

شهيد الحب


نفس المكان الذى اعتادا الجلوس فيه سويا,
ذهب هو قبل الموعد,
جلس على نفس الطاوله ,
ينتظرها ,
 وقد إنتابه القلق من مكالمتها له ,
لماذا طلبت منه الحضور على وجه السرعة ؟
ما هو سر دموعها فى مكالمتها له  ؟
جسدة يرتعش مع كل لحظة تمر عليه ,
وإذا بها أمامه ,
وجهها شاحب , دموعها تكسى ملامحها ,
هرولت اليه ,
إرتمت بين احضانه , أجهشت بالبكاء ,
ماذا بك ؟ ماذا حدث ؟
جاء عريس لخطبتى بالأمس ,
باعنى له والدى , وقبض الثمن ,
لا أعرف ماذا افعل ؟
أو بالأحرى لا اعرف ماذا سنفعل ؟
سأتى معك لمقابله والدك لأطلبك منه ,
لكنك تعرف إنه سوف يمانع ,
والدى رجل مادى ,
يبحث  عن المال ولا يكترث لشىء سواه ,
وانت فقير لا تملك سوى قلبك ,
الذى هو عندى أغلى من كنوز الأرض ,
إنتابه القلق لكلامها , أرتبك ,
إذن ماذا سنفعل ؟
سأهرب من بيت أبى ولنتزوج على الفور ,
وضع يده على فمها ,ليقاطعها,
عرفتك جوهرة , وستظلين جوهرة ,
وقت إذن إنهارت فى البكاء ,
إننى أحبك , ولا أستطيع العيش من دونك ,
ولا أتخيل حياتى مع غيرك ,
وأنا أحبك أيضا ,
ولا اقوى على العيش بدونك,
ولكن لابد أن نهدأ لنحسن التصرف
وأعتقد أنه لا مفر من مقابله والدك
اقول لك سيرفض , انا اعرف والدى أكثر منك ,
وليكن , سأقنعة بإذن الله
وقد حدث مالا يحمد عقباه ,
ورفضه والد الفتاة على الفور,
وأخبره بأنها تمت خطبتها , وانها ستتزوج عما قريب ,
وحذره من أن يتعرض لابنته مرة اخرى ,
وطرده من المنزل ,
ومنذ ذلك الوقت لم يستطع مقابله فتاتة ,
لا تجيب هى على هاتف المنزل ,
يقف بجوار منزلها بالساعات عسى تطل من شرفتها ,
ولكن بدون جدوى ,
 حالت جميع الظروف بينهم ,
وفى يوم من الأيام ,
إذا بهاتف منزله يدق  ,
اجاب ليسمع صوتها ,
إنهمرا فى البكاء ,
يحملوا ملايين الكلمات ,
ولكن لا يقوى احد على الكلام ,
وفى براءة الصمت ,
أخبرته بأنها تحدثه لتخبره بأن زفافها اليوم ,
نعم, لكنها لن تتزوج من أخر,
وعدته بأنها لن تزف لغيره ,
فالتزف للموت أفضل من أن تزف لغيره ,
وفجأة أنقطع الأتصال بينهم ,
هرول كالمجانين فى الطرقات ,
كادت تدهسة السيارات المارة فى الشارع ,
سبق الريح ,
ذهب الى منزلها ,
صعد الى شقتها ,
ليجد الكل متشح بالسواد ,
ليستمع لصوت مقرىء بدلا من صوت الأغنيات ,
ماذا حدث ؟ ماذا جرى ؟
قال له ابوها , لقد إنتحرت , لقد إنتحرت ,
وتركت لك ذلك الخطاب ,
مسرعا يفتح خطابها ,
ليجد به فقط بضع كلمات
حبيبى لقد وعدتك لن أزف الى غيرك ,
سقط مغشيا عليه ,
وفاق ليجد نفسه فاقدا لعقله ,
أتخذ الشارع مسكنا له ,
حرم على نفسه الطعام والشراب ,
حرم على نفسه الحياه ,
الى أن وجدوة ذات ليله ,
ملقى بجانب سور مهدوم ,
فارق الحياه ,
فى سبيل محبوبته ,
أطلقوا عليه جيرانه
شهيد الحب ,,
وهنا أنهت والدتى الحكايه ,
ولم أستطع التحكم فى دموعى
قالت  هونى عليكى ,
إنها قصة , مجرد قصة ,
سألتها وماذا عن الواقع ؟
قالت لم أسمع عن مثل تلك القصص
تحدث بالواقع ,
أنها القصص والأساطير فقط يابنيتى ,
تأتى وتحمل معها التضحيات ,البراءة , الاحلام,
إنما الواقع ؟ فلا أظن .
هنا أدركت الفارق بين الواقع والخيال ,
بين الحقيقة والحدوته ,
وقتها قلت لنفسى ,
الله يرحمك يا شهيد الحب .
إذا كنت بجد ,
ويارب يكتر من امثالك فى الواقع إذا كنت حدوته ,

هناك 6 تعليقات:

  1. لا لا لا لا على اد ما افرح انك اتأثرت بيها على اد ما ازعل انى اتسببت فى بكا حد
    تسلم يا خالد
    دمت اخى الصغير وصديقى الكبير

    ردحذف
  2. طيب يا اختى ابكتنى انا الاخري

    بس متقلقيش دى دموع الفرحه تقريبآ

    اعجبتنى كثيرآ :):)

    ردحذف
  3. ههههههههههه ابكتك انتى كمان ليه يارورو بس
    والله زعلتينى انتى وخالد
    خلاص انا هحاول افرفش كدة والتدوينة الجاية كوميدى بأذن الله
    نورتينى يا قمر (^_^)

    ردحذف
  4. رائعة جــداً .. لكنها قصه تماما كما اخبترك والدتك ..
    فلنكن في الواقع أكثر اخلاصاً ووفاءً اذاً ..

    شكرا لكِ ^__^

    ردحذف
  5. احلى دنيا نورنى تواجدك
    (^_^)

    ردحذف